طباعة الخطبة PDF اضغط هنا
طباعة الخطبة word اضغط هنا
خطبة عيد الفطر المبارك المذاعة والموزعة
بتاريخ 1 من شوال 1440هـ - الموافق 4 / 6 / 2019م
)وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنَا لِطَاعَتِهِ، وَهَدَانَا لِلْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِ، وَشَرَحَ صُدُورَنَا لِتَوْحِيدِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَتَحَ لِلْمُتَّقِينَ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، وَأَغْلَقَ عَنْهُمْ أَبْوَابَ عَذَابِهِ وَسَطْوَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ قَامَ بِحَقِّ دَعْوَتِهِ، وَنَصَحَ فَأَخْلَصَ النُّصْحَ لِأُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى هَذَا الرَّسُولِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ؛ إِلَى يَوْمِ يُحْشَرُ المُتَّقُونَ إِلَى دَارِ كَرَامَتِهِ.
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، سُبْحَانَ خَالِقِ الْعِبَادِ، وَمُجَدِّدِ الْأَعْيَادِ، سُبْحَانَ مَنْ يُغْنِي الْفَقِيرَ، وَيَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَيَكْلَأُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَأَطِيعُـوهُ، وَاحْذَرُوا عِقَابَهُ وَارْجُـوا ثَوَابَهُ وَلَا تَعْصُـوهُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ([الأنفال: 33].
وَاعْلَمُوا أَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَعِيدٌ لِأَهْلِ الطَّاعَاتِ كَرِيمٌ، أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ فِطْرَهُ، وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ صَوْمَهُ، تَوَّجَ اللهُ بِهِ شَهْرَ الصِّيَامِ، وَافْتَتَحَ بِهِ أَشْهُرَ الْحَجِّ إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ. وَإِنَّهُ لَمِنْ مَحَاسِنِ دِينِ الْإِسْلَامِ: هَذَا الْعِيدُ الَّذِي تَتِمُّ فِيهِ الْفَرْحَةُ وَالسُّرُورُ لِلْأَنَامِ، وَيَتَلَاقَى الْمُسْلِمُونَ فِيهِ بِالْبِشْرِ وَالتَّهْنِئَةِ وَالسَّلَامِ، وَيُكَبِّرُونَ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَوْلَاهُمْ مِنَ الْفَضْلِ وَمَا أَسْبَغَ مِنَ الْإِنْعَامِ، ) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( [يونس:58]، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: »مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ «؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ« [أَخْرَجَهُ أَحَمْدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ].
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَـرُ اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ .
عِبَادَ اللهِ:
يَا مَعْشَرَ مَنْ كُنْتُمْ بِالْأَمْسِ صَائِمِينَ قَائِمِينَ، لَقَدْ صُمْتُمْ نَهَارَ رَمَضَانَ صَابِرِينَ، وَقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ عَابِدِينَ مُتَقَرِّبِينَ، تَرْجُونَ رَحْمَةَ رَبِّـكُمْ وَتَخَافُونَ عَذَابَ يَوْمِ الدِّينِ، بُشْرَاكُمْ؛ فَهَذَا يَوْمُ الْغَنَائِمِ وَالجَوَائِزِ، وَ يَوْمُ إِتْمَامِ الأَجْرِ لِلْأَجِيرِ، وَآنُ جَبْرِ القَلْبِ الكَسِيرِ. يَا مَنْ أَخْرَجْتُمْ زَكَاةَ فِطْرِكُمْ لِلْفُقَرَاءِ وَالـمُحْتَاجِينَ، وَأَدَّيْتُمُوهَا رَاضِينَ مُسْتَبْشِرِينَ؛ إِيمَاناً بِمَا جَاءَ فِي شَرِيعَتِكُمْ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ؛ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: (فَرَضَ رَسُـولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ؛ طُهْرَةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ) [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:
إِنَّكُمْ صُمْتُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ مُتَقَرِّبِينَ، وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ« [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]، وَقُمْتُمْ لَيَالِيَهُ تَلْتَمِسُونَ لَيْلَةَ القَدْرِ مُحْتَسِبِينَ؛ فَعَسَى أَنْ تَكُونُوا حَظِيتُمْ بِفَضْلِهَا وَثَوَابِهَا، وَبَلَغْتُمُ الجَنَّةَ بِأَحَدِ أَسْبَابِهَا؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ« [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].فَأَبْشِرُوا؛ فَقَدْ وَعَدَ رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - أَهْلَ التَّقْوَى بِقَبُولِ أَعْمَالِهِمْ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الدِّينِ؛ فَقَالَ تَعَالَى: )إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ( [المائدة:27]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ( [الكهف:107-108].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الأَخْيَارُ:
إِنَّ الأَعْيَادَ فِي مِلَّةِ الإِسْلَامِ شُرِعَتْ لِإِظْهَارِ البَهْجَةِ وَالسُّرُورِ، وَإِذْهَابِ وَحَرِ الصُّدُورِ، وَلِإِبْرَازِ شَعَائِرِ الإِسْلَامِ، وَشُكْرِ الْـمَوْلَى - جَلَّ جَلَالُهُ - عَلَى مَا أَوْلَى مِنَ الإِنْعَامِ، فَصِلُوا فِي هَذَا اليَوْمِ الْـمُبارَكِ أَرْحَامَكُمْ، وَزُورُوا إِخْوَانَـكُمْ وَجِيرَانَـكُمْ، وَاجْبُرُوا ضُعَفَاءَكُمْ، وَأَعِينُوا فُقَرَاءَكُمْ، وَأَصْلِحُوا أَحْوَالَكُمْ؛ لِتَدْخُلَ الفَرْحَةُ كُلَّ بَيْتٍ مُؤْمِنٍ فَتُجَدِّدَهُ، وَتَمْلَأَ الْبَهْجَةُ كُلَّ قَلْبٍ مُسْـلِمٍ فَتُسْعِدَهُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ) وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ( [النساء:36].وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عَدَاوَةٌ أَوْ شَحْنَاءُ، أَوْ خُصُومَةٌ أَوْ بَغْضَاءُ؛ فَلْيَضَعْ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَلْيَغْسِلْ مَا قَدْ عَلِقَ فِي قَلْبِهِ؛ حَذَرًا مِنْ سَدِّ أَبْوَابِ الْقَبُولِ، وَخَوْفاً مِنِ ارْتِهَانِ الأَعْمَالِ فِي سُلَّمِ الْوُصُولِ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: »تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا«.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ خَيْرُ الغَافِرِينَ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا.
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِمَا شَرَعَهُ لَكُمْ مِنَ الهُدَى وَالْأَحْكَامِ، وَاسْتَقِيمُوا عَلَى طَاعَتِهِ فِي كُلِّ حَالٍ، وَاسْتَعِدُّوا لِيَوْمٍ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ؛ ) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( [البقرة281].
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ خَلَقَكُمُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادَتِهِ فَاعْبُدُوهُ، وَأَمَرَكُمْ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ فَأَخْلِصُوهُ، وَجَعَلَ الشِّرْكَ بِهِ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا فِي الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَحُجُّوا البَيْتَ قَبْلَ الْفَوَاتِ، وَحَافِظُوا عَلَى أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَأُصُولِ الإِيمَانِ، وَدَاوِمُوا عَلَى الْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ. أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وَحَافِظُوا عَلَى الْعُهُودِ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْـمُنْكَرِ، وَأَحْسِنُوا إِلَى نِسَائِكُمْ فَإِنَّهُنَّ أَسِيرَاتٌ عِنْدَكُمْ، وَقَدْ وَصَّانَا بِذَلِكُمُ الـنَّذِيرُ الْبَشِيرُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ«[أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيْحٌ]. وَاحْرِصُوا عَلَى صَنَائِـعِ الْمَعْرُوفِ، وَإِغَاثَةِ المَلْهُوفِ، وَنُصْرَةِ الْمَظْلُومِ وَإِرْشَادِ الظَّالِمِ، وَحِفْظِ الْحُقُوقِ وَرَدِّ المَظَالِمِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ؛ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ» [أَخْرَجَهُ الطَّبَـرَانِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].
اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَـرُ اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الْمُؤْمِنَاتُ الْـمُبَارَكَاتُ:
شَكَرَ اللهُ سَعْيَكُنَّ، وَتَقَبَّلَ المَوْلَى طَاعَتَـكُنَّ،وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَأْوَانَا وَمَأْوَاكُنَّ، أَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَأَحْسِنَّ إِلَى أَزْوَاجِكُنَّ، وَقُمْنَ بَأَدَاءِ الْوَاجِبِ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكُنَّ وَالإِحْسَانِ إِلَى جِيرَانِكُنَّ، تَمَسَّكْنَ بِقِيَمِ دِينِ رَبِّنَا الْقَوِيمِ، وَتَخَلَّقْنَ بِأَخْلَاقِ القُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاهْتَدِينَ بِسُنَّةِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ، وَاقْتَدِينَ بِسِيرَةِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ- تُفْلِحْنَ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الدِّينِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: »إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا [أَيْ: زَوْجَهَا] قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْتِ« [أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:
لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ العِيدَ لَيْسَ لِمَنْ لَبِسَ الجَدِيدَ؛ إِذْ كُلُّ جَدِيدٍ يَبْلَى، وَلَكِنَّ الْعِيدَ لِـمَنْ طَاعَاتُهُ تَزِيدُ، وَأَعْمَالُهُ تَبْقَى؛ فَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى؛ قَالَ تَعَالَى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( [الأحزاب:71:70].
أَلَا وَأَتْبِعُوا صِيَامَ رَمَضَانَ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ فِي أُجُورِ الأَعْمَالِ؛ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:»مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ« [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَالخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ يَا رَبَّنَا سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ اهْدِ قُلُوبَنَا، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَاشْفِ مَرْضَانَا، وَعَافِ مُبْتَلَانَا، وَأَهْلِكْ أَعْدَاءَنَا، وَارْحَمْ شُهَدَاءَنَا، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ مَأْوَانَا، وَقِنَا فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ، يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ، اللَّهُمَّ انْصُرِ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَعْلِ كَلِمَةَ الحَقِّ وَالعَدْلِ وَالدِّينِ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَجُنْدَكَ الـمُوَحِّدِينَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَوُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِناً مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة